تستمر الذخائر غير المنفجرة في حصد الأرواح في جميع أنحاء سوريا، حيث تم الإبلاغ عن مقتل وإصابة أكثر من 430 شخصًا منذ ديسمبر/كانون الأول، ما يقارب ثلثهم من الأطفال، وفقًا لستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
وأوضح دوجاريك في مؤتمر صحفي عقده يوم الإثنين في نيويورك:
“يواصل شركاء العمل في مجال إزالة الألغام الإبلاغ عن وقوع إصابات بسبب الذخائر المتفجرة، وهو ما يحدث للأسف بشكل شبه يومي.”
ويتعرض المزارعون والرعاة لخطرٍ متزايد، حيث لقي أكثر من 60 شخصًا مصرعهم وأصيب أكثر من 90 آخرين منذ يناير/كانون الثاني، غالبيتهم أثناء العمل في الحقول الزراعية أو رعاية مواشيهم.
جهود إزالة الألغام مستمرة
مع انخفاض حدة الأعمال القتالية في بعض المناطق، وسّع الشركاء في المجال الإنساني عمليات إزالة الألغام في المناطق التي أصبح الوصول إليها ممكنًا مؤخرًا.
منذ ديسمبر/كانون الأول، تم التخلص بشكل آمن من أكثر من 1,400 قطعة من الذخائر غير المنفجرة، كما تم تحديد 138 حقل ألغام ومنطقة ملوثة في إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية.
يوم الإثنين، زار شركاء الأمم المتحدة مزرعة في داريا بريف دمشق، تم تطهيرها بدعم من صندوق سوريا الإنساني، وهو عمل بالغ الأهمية لتمكين المزارعين من العودة إلى أراضيهم بأمان.
المساعدات الإنسانية
وفي الوقت نفسه، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدات الإنسانية بشكل مستمر ودون انقطاع.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، عبرت 40 شاحنة محملة بحوالي 1,000 طن متري من الغذاء، مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، من تركيا إلى شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي، وهي كمية كافية لتغطية احتياجات أكثر من 270,000 شخص.
كما كثّف شركاء الأمم المتحدة إرسال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية من الأردن منذ بداية العام.
الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة
على الصعيد الدبلوماسي، من المقرر أن يزور المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن دمشق هذا الأسبوع، عقب مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن.
وأكد بيدرسن خلال المؤتمر على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة بقيادة سورية، كما حث جميع الأطراف على الالتزام بتعهداتهم تجاه حقوق المرأة.
ونقل دوجاريك عن الأمم المتحدة دعوة جميع الأطراف في سوريا إلى الوفاء بالتزاماتهم الدولية، واحترام حقوق المرأة وكرامتها، وضمان مشاركتها الكاملة في تشكيل مستقبل البلاد.
ويشمل ذلك ضمان حق المرأة في التعليم، وحرية التنقل، والتمثيل السياسي، بالإضافة إلى حمايتها من العنف والاستغلال.
