تَسْعَى وِزَارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ السُّورِيَّةِ فِي الحُكُومَةِ الانْتِقَالِيَّةِ إِلَى اتِّخَاذِ خُطُوَاتٍ جَادَّةٍ وَشَامِلَةٍ لِمُعَالَجَةِ المِلَفِّ الأَمْنِيِّ فِي البِلَادِ، فِي مُحَاوَلَةٍ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ المُتَرَاكِمَةِ الَّتِي أَفْرَزَتْهَا سَنَوَاتُ النِّزَاعِ.
وَقَدْ وَضَعَ وَزِيرُ الدَّاخِلِيَّةِ فِي الحُكُومَةِ الانْتِقَالِيَّةِ، عَلِي كَدَّةَ، فِي تَصْرِيحَاتٍ لِقَنَاةِ الجَزِيرَةِ القَطَرِيَّةِ، مَعَالِمَ التَّوَجُّهِ نَحْوَ إِصْلَاحٍ شَامِلٍ وَمُتَكَامِلٍ لِلْمَنْظُومَةِ الأَمْنِيَّةِ بِمَا يُلَبِّي تَطَلُّعَاتِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ.
إِعَادَةُ بِنَاءِ الهَيْكَلِيَّةِ الأَمْنِيَّةِ
تُعَدُّ خُطْوَةُ إِنْشَاءِ مُؤَسَّسَةٍ أَمْنِيَّةٍ وَطَنِيَّةٍ مِنْ أَهَمِّ التَّحَرُّكَاتِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَأْسِيسِ جِهَازٍ أَمْنِيٍّ مُوَحَّدٍ يَعْمَلُ بِمِهْنِيَّةٍ وَكَفَاءَةٍ بَعِيدًا عَنِ الانْقِسَامِ وَالفَصَائِلِيَّةِ.
وَيَأْتِي ذَلِكَ بِالتَّوَازِي مَعَ إِعَادَةِ هَيْكَلَةِ الأَجْهِزَةِ الأَمْنِيَّةِ الحَالِيَّةِ لِضَمَانِ تَلْبِيَتِهَا لِمُتَطَلَّبَاتِ الأَمْنِ الحَدِيثَةِ وَتَمَاشِيَهَا مَعَ الاحْتِيَاجَاتِ الوَطَنِيَّةِ.
يُعَبِّرُ هَذَا التَّوَجُّهُ عَنْ رَغْبَةٍ وَاضِحَةٍ فِي بِنَاءِ مُؤَسَّسَةٍ أَمْنِيَّةٍ تَعْتَمِدُ عَلَى الشَّفَافِيَّةِ وَالاحْتِرَافِيَّةِ.
دَمْجُ القُوَى غَيْرِ النِّظَامِيَّةِ
فِي خُطْوَةٍ مُهِمَّةٍ أُخْرَى، أَعْلَنَتْ وِزَارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ عَنْ اسْتِيعَابِ الكَتَائِبِ الأَمْنِيَّةِ التَّابِعَةِ لِفَصَائِلَ عَسْكَرِيَّةٍ ضِمْنَ الجِهَازِ الأَمْنِيِّ الرَّسْمِيِّ.
هَذِهِ الخُطْوَةُ تَحْمِلُ تَحَدِّيَاتٍ كَبِيرَةً، لَكِنَّهَا ضَرُورِيَّةٌ لِضَمَانِ احْتِوَاءِ جَمِيعِ القُوَى الأَمْنِيَّةِ تَحْتَ مِظَلَّةِ الدَّوْلَةِ.
نَجَاحُ هَذِهِ العَمَلِيَّةِ يَتَطَلَّبُ سِيَاسَاتٍ حَكِيمَةً وَبَرَامِجَ تَدْرِيبِيَّةً فَعَّالَةً لِضَمَانِ انْدِمَاجِ هَذِهِ العَنَاصِرِ بِشَكْلٍ سَلِيمٍ ضِمْنَ المَنْظُومَةِ الجَدِيدَةِ.
تَعْزِيزُ المُسَاءَلَةِ وَاحْتِرَامُ حُقُوقِ الإِنْسَانِ
التِزَامُ الحُكُومَةِ الانْتِقَالِيَّةِ بِمُحَاسَبَةِ المُتَوَرِّطِينَ فِي انْتِهَاكَاتٍ أَمْنِيَّةٍ يُمَثِّلُ تَوَجُّهًا يُعَبِّرُ عَنْ رَغْبَةٍ فِي تَحْقِيقِ العَدَالَةِ وَتَعْزِيزِ الثِّقَةِ بَيْنَ الأَجْهِزَةِ الأَمْنِيَّةِ وَالمُوَاطِنِينَ.
وَمِنَ الجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنَّ الإِعْلانَ عَنْ تَأْسِيسِ مُؤَسَّسَةٍ أَمْنِيَّةٍ تَحْتَرِمُ حُقُوقَ الإِنْسَانِ يُعَبِّرُ عَنْ تَحَوُّلٍ جَوْهَرِيٍّ فِي النَّهْجِ الأَمْنِيِّ، حَيْثُ يَسْعَى إِلَى بِنَاءِ عَلاقَةٍ جَدِيدَةٍ تَقُومُ عَلَى احْتِرَامِ كَرَامَةِ الإِنْسَانِ وَالالْتِزَامِ بِالقَوَانِينِ الدَّوْلِيَّةِ.
بَرَامِجُ تَطْوِيرِ القُدُرَاتِ الأَمْنِيَّةِ
لَمْ تُغْفِلْ وِزَارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ أَهَمِّيَّةَ تَطْوِيرِ الأَدَاءِ الأَمْنِيِّ، حَيْثُ أَشَارَتْ إِلَى بَرَامِجَ تَدْرِيبِيَّةٍ لِتَطْوِيرِ قُدُرَاتِ العَنَاصِرِ الأَمْنِيَّةِ بِمَا يَتَوَافَقُ مَعَ المُتَطَلَّبَاتِ الحَدِيثَةِ.
هَذَا التَّوَجُّهُ يُعَبِّرُ عَنْ إِدْرَاكِ الحُكُومَةِ لِأَهَمِّيَّةِ بِنَاءِ جِهَازٍ أَمْنِيٍّ قَادِرٍ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ التَّحَدِّيَاتِ الأَمْنِيَّةِ المُتَجَدِّدَةِ.
تَحَدِّيَاتُ التَّنْفِيذِ وَآفَاقُ النَّجَاحِ
رَغْمَ أَهَمِّيَّةِ هَذِهِ الخُطُوَاتِ، فَإِنَّ نَجَاحَهَا يَعْتَمِدُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ عَلَى التَّنْفِيذِ الفِعْلِيِّ وَقُدْرَةِ الحُكُومَةِ عَلَى تَجَاوُزِ العَقَبَاتِ.
دَمْجُ الكَتَائِبِ المُسَلَّحَةِ ضِمْنَ الأَجْهِزَةِ الأَمْنِيَّةِ وَتَطْبِيقُ مَبْدَأِ المُحَاسَبَةِ بِشَكْلٍ عَادِلٍ وَشَفَّافٍ قَدْ يُوَاجِهَانِ صُعُوبَاتٍ كَبِيرَةً.
وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنَّ اسْتِمْرَارَ الدَّعْمِ الشَّعْبِيِّ وَالالْتِزَامَ الحُكُومِيَّ بِالمَبَادِئِ المُعْلَنَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُشَكِّلَا عَامِلَيْنِ حَاسِمَيْنِ فِي نَجَاحِ هَذِهِ الاسْتِرَاتِيجِيَّةِ.
تُمَثِّلُ التَّحَرُّكَاتُ الَّتِي تَقُومُ بِهَا وِزَارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ السُّورِيَّةِ فِي الحُكُومَةِ الانْتِقَالِيَّةِ مُحَاوَلَةً جَادَّةً لِبِنَاءِ مُؤَسَّسَةٍ أَمْنِيَّةٍ حَدِيثَةٍ تَعْتَمِدُ عَلَى سِيَادَةِ القَانُونِ وَاحْتِرَامِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ.
وَمَعَ أَنَّ الطَّرِيقَ مَلِيءٌ بِالتَّحَدِّيَاتِ، إِلَّا أَنَّ التَّنْفِيذَ الفِعْلِيَّ لِهَذِهِ الخُطُوَاتِ قَدْ يَكُونُ مِفْتَاحًا لِتَحْقِيقِ الأَمْنِ وَالاسْتِقْرَارِ فِي سُورِيَّةَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مِنَ الاضْطِرَابِ.