أعلن وزير التجارة التركي عمر بولات يوم الاثنين أن سوريا قررت خفض التعريفات الجمركية على ما يقرب من 270 منتجًا تستوردها من تركيا، وذلك بعد أيام فقط من اتفاق البلدين على إعادة تقييم الرسوم الجمركية.
وقال بولات خلال فعالية في أنقرة:
“اعتبارًا من هذا الأسبوع، قررت سوريا خفض الرسوم الجمركية على 269 منتجًا تُعد من أبرز صادراتنا إلى هذا البلد، بما في ذلك المواد الغذائية مثل بيض الدجاج، والدقيق، والذرة، والحليب والقشدة، وبعض منتجات الحديد والصلب، إضافة إلى المنتجات الصحية.”
وجاءت تصريحاته بعد إعلان وزارة التجارة التركية يوم الجمعة أن البلدين اتفقا على إعادة تقييم الرسوم الجمركية على بعض المنتجات، كما عقدا مناقشات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية خلال اجتماعات في دمشق.
زيادات جمركية سابقة ومفاوضات جديدة
في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت تقارير بأن سوريا رفعت الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 300% و500%، بما في ذلك على الواردات التركية، مما أدى إلى ازدحام شاحنات امتد لعدة كيلومترات عند المعابر الحدودية بين البلدين.
لكن وزارة التجارة التركية أكدت أن النظام الجمركي الجديد، الذي بدأ سريانه في 11 يناير، لم يكن حصريًا على البضائع التركية، بل طُبّق بالتساوي على جميع المعابر الحدودية والإدارات الجمركية.
وفي هذا الصدد، قال بولات:
“لا يوجد أي قرار موجّه ضد تركيا كما يتم الترويج له، وهذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.”
كما اتفق المسؤولون خلال الاجتماعات في دمشق على بدء مفاوضات لإعادة العمل باتفاقية التجارة الحرة (FTA)، التي تم تعليقها عام 2011 مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. وأوضحت الوزارة أن النهج الجديد يهدف إلى إقامة شراكة اقتصادية أوسع نطاقًا بين البلدين.
تركيا ودورها في إعادة إعمار سوريا
تُعَدُّ تركيا الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي أطاحت بحكم بشار الأسد الشهر الماضي، وقد تعهدت أنقرة منذ ذلك الحين بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا وإنعاش اقتصادها.
وبعد سقوط الأسد، أبدى المسؤولون تفاؤلًا بإمكانية وصول حجم التجارة بين تركيا وسوريا إلى 10 مليارات دولار في المستقبل القريب.
نظرة على حجم التجارة بين البلدين
في عام 2010، بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وسوريا 2.3 مليار دولار، وفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي (TurkStat)، لكن مع اندلاع الحرب الأهلية في 2011، انهار الاقتصاد السوري بسرعة، مما أثر بشدة على التبادل التجاري مع تركيا.
بحلول عام 2012، انخفضت قيمة التجارة بين البلدين إلى 565 مليون دولار. وعلى الرغم من ارتفاعها خلال السنوات اللاحقة، إلا أنها لم تستعد مستويات ما قبل 2011.
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي، صدّرت تركيا إلى سوريا بضائع بقيمة تقارب 2 مليار دولار في عام 2024، وكانت أبرز المنتجات المصدرة القمح، ومنتجات الحديد والصلب، والأسمنت.
وفي يوم الجمعة، كشف بولات أنه عقد اجتماعًا عبر الفيديو مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، باسل عبد الحنان، في وقت سابق من هذا الشهر، وأعرب عن توقعاته بحدوث زيارات متبادلة بمجرد استقرار المؤسسات في سوريا.
